لقاءات وحوارات
مقابلة احدى القنوات مع احمد ابو صالح في الذكرى ال34 لوفاة جمال عبد الناصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقاء مع الأستاذ أحمد أبو صالح
أولاً طبعاً المقابلة رح تكون بمناسبة الذكرى ال 34 لوفاة الرئيس عبد الناصر ماذا توحي إليك هذه المناسبة؟
ياصاحبي قبل الإجابة على هذا السؤال أريد أن أقول: لا أذكر محاسن عبد الناصر لأنه مات كما أنني لا أذكر محاسنه لأنه ألحق ضرراً كبيراً بي أي أنني عندما أذكر محاسن عبد الناصر ليس لأنه مات كما ليس لأنه أفادني وقد أصدر القرار رقم 54 في تموز 1961 بِفصلي وتجميد وفرض الإقامة الجبريّة عليّ
أي أن رأيي سيكون أقرب ما يكون إلى الموضوعيّة منه إلى الذاتيّة.
والآن أقول بأنَّ في تاريخنا الحديث مرّ أربع أياليل أي جمع أيلول أيلول الإنفصال، أي الذي فصل سورية عن مصر وكان أيلولاً أسود بكل معنى الكلمة وأيلول القذافي الذي لم يكن له طعم ولا رائحة ولا لون وأيلول الأسود وكما هو معلوم لولا تدخل عبد الناصر في الوقت المناسب لأُبيدَ أكثر مما أُبيد من المقاومين الفلسطينيين في الأردن وأيضا أيلول الذي تُوفيَّ فيه عبد الناصر في نفس اليوم أي 28 أيلول الذي وقع فيه الإنفصال وكان أيضا أيلولاً أسود كأيلول الإنفصال وأيلول الأسود الذي حدث في الأردن ضد المقاومة الفلسطينية وأيضا هناك أيلول سيّء وأسود وهو أيلول اليوم أيلول الذي نعيش فيه اليوم والعراق كما هو معلوم يتعرّض لإبادة وتمزيق وفصل عن العروبة ومن خلاله تستهدف أميركا وبريطانيا ومن لفَّ لفهما ،الهويّة القوية الهوية العربية والإسلامية والحضارية للأمة العربية والأمة الإسلامية لذلك يُؤسفني أن أقول بأن شهر أيلول في معظم الحالات كان وبالاً على هذه الأمة مذ أيلول الإنفصال حتى يومنا هذا.
لو كان عبد الناصر حياَّ برأيك هل تعتقد بأن ما يجري حالياً على الساحة العربية كان سيحصل؟
بكل صدق وإيمان أقول: إنه لولا الإنفصال بين سورية ومصر ولولا وفاة عبد الناصر في سنٍّ مبكِّرة في الوقت الذي كانت الأمة العربية أحْوج ما تكون لأمثاله، لولا الإنفصال أقول ولولا وفاة عبد الناصر بسن مبكرة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه في هذا الأيلول الأسود وبالمناسبة أقول: إن أيضاً ما حدث في العراق ولجهة أيضاً إحباط مسعى صدام حسين رغم كل الأخطاء التي ارتكبها إحباط مسعاه لتحقيق حالة نهوض عربية يُعيد لهذه الأمة كرامتها لَكُنّا في حال أفضل بكثير مما نحن عليه الآن.
عندما تتذكّر عبد الناصر ماذا يتبادر إلى ذهنك أول شيء؟
طبعا أنا أتذكر عبد الناصر في معظم الأوقات التي نتعرّض فيها إلى أزمات أو نكبات أو نكسات أو هزائم واليوم نتعرض إلى كل هذه السلبيّات لذلك إنَّ ذكرى عبد الناصر تجعل أمثالي بحكم قربي من عبد الناصر كعضو مجلس أمة أيام الوحدة وكرئيس للإتحاد القومي أيضاً يجعلتي أعرفه جيداً ويجعلني أملك حق القول بأن عبد الناصر لا يمكن أن يغيب عن أذهان الشرفاء الذين يقدّرون الرجال لذلك فإنني بالفعل عندما يمرّ شهر أيلول الذي نحن فيه أتذكر الأياليل السوداء التي ذكرت وإنّ مما يحزّ في نفسي أن أقارن بين عبد الناصر وبين الآخرين من الرؤساء العرب المتسلّطين العرب المستبدين فأرى أنّ عبد الناصر لو كان حياً لما وُجد هؤلاء على الساحة وإن وُجدوا لما استطاعوا أن ينفّذوا المؤامرة التي ينفّذونها أكثر بكثير من حماس الذين نسجوا المؤامرة مثل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن لفّ لفّهم.
ذكرتَ في بداية الحديث إن عبد الناصر أصدر قراراً بفصلك رغم أنك من المقرّبين جداً إليه لماذا وقع هذا الخلاف بينك وبينه؟
قُبيل انهيار الوحدة أي قُبيل الإنفصال بعدة أشهر رفعت مذكّرة إلى الرئيس جمال عبد الناصر عندما زار تيتو القاهرة رفعت مذكرة قلتُ فيها رأيي بصراحة ووضوح وقلت فيها إن الوحدة مُحدِقة بالأخطار ما لم يُصار إلى إصلاحات حدّدتُها وذكرت أسماء الذين أساؤوا للوحدة وإساءاتهم قد تؤدي إلى الإنفصال.
يعني هؤلاء الأسماء أسماء من داخل النظام أو أسماء رؤساء عرب؟
الوزراء المسؤولون سواءً في سورية أم في مصر ذكرتهم بالأسماء ومع الأسف الشديد الذي حدث بعد أن رحّب عبد الناصر بالمذكّرة وبلّغني عن طريق أنور السادات بأنه سيعمل بما جاء فيها لاقتناعه بأن كل ما قلته هو صحيح لكن مع الأسف الشديد رفع تقرير من سورية عن طريق عبد الحميد السراّج الذي أعتقد أنه سافر بطائرة خاصة حاملاً التقرير الذي يتّهمني فيه ليس عبد الحميد السراّج وإنما أناس من المخابرات السورية يتهمونني أنا وأكرم الحوراني وعبد الغني قنّوت ومصطفى حمدون وخليل كلاّس نخطط لفصل سورية عن مصر. ويُؤسفتي أن أقول: إن عبد الناصر قد صدّق ذلك فأصدر قراره في أول تموز 1961 قرار رقم 54 جرّدني فيه من جميع مناصبي وجمّدني وفرض عليّ الإقامة الجبرية.
وبعد ذلك هل ظل هذا القرار ساري المفعول؟
ساري المفعول؛ لأنه بعد عدة أشهر فقط لأنه كان في تموز وسقطت الوحدة في 28 أيلول يعني ليس أكثر من 3 أشهر أربعة أشهر وسقطت الوحدة ولكن في الحقيقة أقول بعد سقوط الوحدة وعندما كنت أحد الذين يقودون المظاهرات في حلب ضد الإنفصال أرسل عبد الناصر ضابط سابق من جبل العرب يُدعى فوزي شعيب كي يعتذر لي ويطلب إليّ أن أُرسل له تقريراً عن الوضع القائم في سورية بالإضافة إلى ما أُريد أن أحصل عليه من مصر من مال وسلاح للإستمرار في مقاومة الإنفصال وطبعاً قد رفضت المال والسلاح وقلت بأنني تعوّدت أن تكون يدي هي العُليا ولن أقبل بأن تصبح يدي هي السُفلى.
منذ رحيل عبد الناصر لنتحدّث عن الوحدة العربية وكأن هذه الوحدة كانت متوقفة على عبد الناصر وهو الذي كان مسؤولاً عنها، كيف ترى ذلك؟
يعني لو لم يكن لعبد الناصر سوى فضل الدعوة الجادة للقومية العربية وتجسيدها بوحدة بين سورية ومصر والتي كانت تُصلح لأن تكون نواة لوحدة عربية أشمل منها لو لم يكن لعبد الناصر سوى هذا الفضل لكفاه فخراً وشرفاً ولكفانا فخراً وشرفاً لو بقي على قيد الحياة أما الرؤساء الآخرون فإن حفاظهم على الكرسي أو حبَّهم للكرسي يجعلهم مع الأسف الشديد وفي أسوأ الإحتمالات وفي حالة حسن الظن بهم مع العلم بأنه لا يجوز أن يُحسن الظن بأي إنسان يحول دون قيام الوحدة.
وبهذه المناسبة أقول بأننا عندما قفزنا إلى السلطة في 8 آذار 1963 قلنا في أول بيان وفي الإذاعة السورية بأنّنا سنعمل على إعادة الوحدة مع مصر أو تجديد الوحدة مع مصر كَردّ للإنفصال الذي وقع في 28 أيلول ولكن مع الأسف الشديد كنا نحن يعني أهم أداة كرّست الإنفصال أي لولا أن نفقز إلى السلطة في 8 آذار 1963 لما استمرّ الإنفصال بل لما كرّس الإنفصال حتى يومنا هذا ولما دعت معظم الأنظمة التي تزعم أنها عربية دعوات تنمّ عن نفس قِطري إقليمي أي أن كل واحد منهم يريد أن يحافظ على سلطته ونفوذه ومآزقه وشروره وفساده الذي وصل إلى حد لا يُطاق ولا يمكن أن يُوصف.
ذكرت كلمة نحن مرتين يعني ماذا تقصد ب(نحن)الذين قفزنا إلى الحكم؟ من أنتم؟
الذين نزعم أننا قادة لحزب البعث العربي الإشتراكي في القطر السوري نحن الذين كنّا مَلغومين وقد اكتشفنا بعد فترة بأننا بالفعل كنا ملغومين لذلك فإن معظم الشرفاء من قادة حزب البعث العربي الإشتراكي إما أن يكونوا قد قُتلوا أو شُرّدوا أو فُصلوا من الحزب ولم يبق فيه سوى الألغام التي لم تُكتشف إلا مؤخراً.
كنتَ أنت والرئيس الراحل حافظ الأسد عضوين في مجلس قيادة الثورة ويُقال إن الرئيس الأسد كان يعارض قيام الوحدة العربية فما صِحّة هذا الموقف؟
يا صاحبي كنا طبعاً وحافظ أسد عضوين في مجلس قيادة الثورة ولكنني كنت قبله عضواً في مجلس قيادة الثورة ثم أتى إلى مجلس قيادة الثورة بعد أن انتُخب عضواً في القيادة القطرية، أي أتى ليس بصفته أحد المهمين الذين يجب أن يكونوا أعضاء في مجلس قيادة الثورة، وإنما جاء لأنه في انتخابات القيادة القطرية التي كنت عضواً فيها أي أنه جاء بعدي إلى مجلس قيادة الثورة وكانت فعلاً العلاقة الشخصية بيني وبينه جيدة جداً إلا أنّ العلاقة الشخصية بالنسبة لي على الأقل لا يمكن إذا وُضعت بكفّة ميزان ووُضعت مصلحة البلد بكفّة أخرى يمكن أن تُرجّح العلاقة الشخصية.
لذلك على الصعيد الشخصي كانت العلاقة جيدة ولكن على الصعيد السياسي وخاصة بعد أن اكتشفنا بأنه عميل وكانت له علاقة وطيدة جداً بجورج تومسون وزير الدولة لشؤون الأمن القومي في بريطانيا لذلك عندما اكتشفنا ذلك يعني فكرت فعلا وآخرون على شاكلتي بإسقاط النظام الذي كان يتحكّم به حافظ الأسد وآخرون من أبناء طائفته.
المقصود كيف لَمستم أنه ضد الوحدة العربية؟
يعني عندما نقول إن إنسانا يخدم طائفة معينة أو يزعم بأنه يخدم طائفة معينة وهذه الطائفة لم تكن في يوم من الأيام مع الوحدة وإنما كانت ضدها وهي موجودة في كتب كثيرة وفي محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية بأنّهم كانوا ضد كل شي إسمه عروبة أو إسلام وكانوا يفضّلون حتى اليهود على المسلمين وذلك في مذكّرة رفعوها سنة 1936 لرئيس وزراء فرنسا ليون بلوم وأحد الموقِّعين عليها أبوه لحافظ أسد.
ماهي حقيقة خلاف عبد الناصر مع بعض ا لعسكريين الكبار يعني قيل في ذلك الوقت بأن عبد الناصر لم يكن دائماً على اطّلاع بما يفعله العسكريون وأنت كمقرّب منه لا بد وان تعرف بعض هذه الأمور؟
في الحقيقة أثناء وجودي أيام الوحدة في القاهرة كعضو مجلس أمة وكرئيس إتحاد قومي اتصل بي فاروق غلاب أحد أعضاء مجلس الأمة وهو من مدينة المشير عبد الحكيم عامر وهو من المحسوبين عليه في مجلس الأمة. ألح عليّ في أكثر من مناسبة أن ألتقي بالمشير بناءً على دعوة المشير وعندما التقيت وجدت في مكتبه أديب النحوي الذي كان وزيراً للعدل في سورية قبل عدة سنوات فوجئت بوجود أديب نحوي وقد عرض علي المشير في ذلك الحين أن نشكل تكتلاً في مجلس الأمة على اتصال بالمشير عبد الحكيم عامر.
في ذلك الحين أدركت بأن المشير عبد الحكيم عامر لم يكن يشكل خطراً على عبد الناصر أو الوحدة وإنما له طموح بأن يصل في يوم من الأيام إلى مكانة تُوازي مكانة عبد الناصر أو ترجح عليها. يعني بدأ شعوري بذلك قبيل سقوط الوحدة بأكثر من سنة.
ألم تُخبر عبد الناصر بهذا الشأن؟
يا صاحبي أنا في الحقيقة أخبرت عبد الحميد السراج في سورية وعبد الحميد السراج كان رئيس مجلس تنفيذي في سورية يعني في مقام رئيس وزراء ثم أصبح نائباً لرئيس الجمهورية قبل سقوط الوحدة ولكن بدلاً من أن يؤثّر ذلك إيجابياّ قد أثّر سلبياّ لأن عبد الحميد وهو حي يرزق الآن في القاهرة يعني ظن بأنها مؤامرة عليه أي أنني سأعمل للحلول محلّه في سورية لأنه في ذلك الحين اتصل بي أيضا كمال الدين رفعت أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة والذي كان وزيراً وبوجود شخص اسمه محمود عبد الناصر لا أظن أنه من عائلة عبد الناصر وطلب إلي أن أحل محل السراج.
فكل هذه العوامل شاركت بالمحصلة بأن قد يكون وصل الخبر إلى عبد الناصر لكن مُشوّها.
لم أقل ذلك لعبد الناصر مباشرةً.
ما قصة خلافك مع أنور السادات وتدخُّل عبد الناصر الذي كان مؤيداً لموقفك؟
لا أستطيع أن أتذكر كل شيء لكن كل ما أتذكره بأنه في يوم من الأيام عقدنا اجتماعا للإتحاد القومي في مدرج جامعة قاهرة التي كانت جامعة فؤاد وقد تلا الرئيس عبد الناصر مقرّرات المؤتمر القومي وقد ورد فيها أشياء كثيرة مثل استقلال لواء الإسكندرون السليب بكافة الوسائل وأننا نقبل أي قطر عربي أن ينضم للوحدة شريطة توفّر إجماع الشعب والخ. فأنا أردت أن أعترض إلا أن بعض الإخوان في القاعة طلبوا إلي أن أتكلم بذلك على الأقل بجلسة مختصرة على عدد من المسؤولين في الإتحاد القومي وليس على صعيد عام على صعيد مؤتمر وبالفعل أردت أن أفعل ذلك بأول لقاء مع عبد الناصر إلاّ أن أنور السادات اعترض قائلاً ما هكذا يا أستاذ أحمد يُخاطَب سيادة الرئيس قائد القومية العربية والخ.
أَسكته عبد الناصر وقال له ( ما تبسّ يا أنور اي ده) واستكملتُ حديثي وقلت كيف يمكن أن يتوفّر إجماع بأي قطر من الأقطار العربية على الإنضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة وهناك نسب كبير من العملاء والإقطاعيين والبرجوازيين والرأسماليين فالمهم عبد الناصر قال هذا الكلام قلته كي لا نخيف الآخرين من الإنضمام للوحدة وإنما لو جرى انقلاب بأي قطر عربي وطلب الحكام الجدد بالإنضمام للوحدة سنرحّب بذلك وعندها التفتُّ وقلت لأنور السادات ألا ترى بأن عبد الناصر لديه نفس الرأي الذي لديّ فلم يكن هناك من ضرورة لكي تتدخل وأن تقول ما قلت ومنها بدأ.
وأذكر بالمناسبة عندما دبّ الخلاف في حدود لم تكن معروفة كما يجب شُكِّلِت لجنة لوضع الدستور أو مسودّة للدستور في مجلس الأمة ودخل إليها بعض الأطباء مثل فاتح العقيلي طبيب من حلب وأنا المحامي لم أُسمَّ عضواً في لجنة وضع مسودّة الدستور يعني أن أُستبعد والطبيب يكون عضواً في لجنة وضع الدستور وذلك انتقام غير مباشر منّي أي استبعاد ذوي الإختصاص وتقريب الذين ليس لديهم علاقة بالأمور القانونية أو الدستورية.
حقيقة غياب الراحل عبد الناصر ترك فراغاً كبيراً في العالم العربي وأصبحت الأمة العربية في حالة من اليأس وتعيش حالة فقدان الإنتماء القومي وأيضا محاولات لِطمْس القومية العربية أليس كذلك؟
في إحدى إجاباتي وخاصة التي بدأت في العراق والآن ما يحدث في فلسطين وبالمناسبة أنا أُحيي الشهداء والمقاومين في فلسطين والعراق وفي كل أرض يتعرّض شعبها للإذلال والتدمير والتخريب والخ.
طبعاً يعني وفاة عبد الناصر….أرجو إعادة السؤال
قد يكون بعض الجواب ورد كإجابة على أسئلتك ولكن مع ذلك أؤكد بأن غياب عبد الناصر ومنذ أكثر من سنة صدام حسين على كل أخطائه التي ارتكبها أثر تأثيرا بالغا على كل ما يقال حول القومية العربية أو الوحدة العربية وكما قلت أصبحنا نرى أن معظم الحكام يهتمون بشؤونهم القطرية وخاصة في سورية.
الآن كل التركيز على أن تصبح سورية محكومة من قِبل الحزب القومي السوري الإجتماعي والذين هم حول الغلام بشار ليسوا بعيدين عن الحزب القومي السوري الإجتماعي وأذكر جيداً أن صلاح جديد له أخَوان فؤاد جديد وفواز جديد كانوا من قادة الحزب السوري القومي الإجتماعي أي أنهم يفضّلون أن يحقّقوا وحدة بينهم وبين لبنان ويمكن في المستقبل مع إسرائيل على أن تقوم وحدة يعني عربية تضم عدد من الأقطار أو تكون وحدة شاملة لأنهم في هذه الحالة يشعرون بالضياع لأنهم لا يشكِّلون من الشعب العربي في سورية أكثر من 9% 10% فما بالك لو قامت وحدة بين العرب يعني سكانها أكثر من 320 350 400 مليون، مليون نصيري لا يمكن أن يكون لهم أي تأثير في وحدة من هذا النوع فلذلك من الطبيعي أن غياب عبد الناصر وأمثال عبد الناصر يؤثّرون تأثيراً بالغاً على الفكر القومي وعلى تجسيد هذا الفكر بشي إسمه وحدة عربية.
ولكن لست يائساً بأي شكل من الأشكال لأنني أنا الذي بلغت من العمر ال77 تقريبا ما زلت مؤمنا إيماناً مطلقاً ومستعداً لأن أضحّي بكل ما أملك حتى حياتي في سبيل الوحدة وأنا لست وحيداً، هناك كثيرون جداً على شاكلتي بل من هم أفضل وهم على استعداد للنضال والإستشهاد في سبيل قيام الوحدة العربية وسيتحقق ذلك إن عاجلاً أو آجلاً لأن عوامل قيام الوحدة العربية متوفّرة أكثر من أي وحدة أو إتحاد في العالم سواء الإتحاد الأوروبي أو إتحاد الولايات المتحدة الأميركية أو الإتحاد الروسي الفيدرالي أو في بلجيكا الفلامنكيّين مع الوالون والخ.
يعني مقوّمات الوحدة العربية متوفرة أكثر منها بأي وحدة أو إتحاد قام أو سيقوم في العالم كله.
كيف تنظر إلى تطوّرات الوضع العربي في غياب عبد الناصر؟
صادم يمكن أن يكون مصدوم يعني صخرة يعني تتساقط عليها كثير من المؤامرات أما الآن ومع الأسف الشديد الحكام العرب معظم الحكام العرب إن لم نقل كلهم يتسابقون يزحفون على بطونهم إسترضاءً لأميركا وحلفاء أميركا وبالتالي إسرائيل في سبيل حماية عروشهم أو كراسيهم أو مناصبهم أو مصالحهم لذلك طبعا التأثير كبير جداً جداً جداً ولكن أنا أقول بأن الحرة لا تأكل بثدييها وبأننا سنسترد اعتبارنا إن شاء الله وعما قريب.
ما مدى صحة المعلومة التي تقول إن الرئيس حافظ أشد طلب منك تأييده في انقلاب عسكري على أن تكون رئيساً للجمهورية؟
لا، الأمر ليس كذلك، حافظ الأسد عندما اكتشف أنّنا نهيّىء لعمل ضد طائفة بالدرجة الأولى أراد أن يطّلع على ما نقوم به أو ما نكنَّه للنظام الذي كان قائماً بعد ترك السلطة فالرجل طلب أكثر من مرة أن نلتقي والتقينا أكثر من مرة في منزله وقد عرض عليّ أن نقوم بعمل ضد صلاح جديد وأمين الحافظ في آنٍ واحد لأننا كنا نحن نخطّط للإطاحة بصلاح جديد وجماعته وليس أمين الحافظ فطبعا تظاهرت بأن هذا أمر مفاجىء لي وقلت بأننا على استعداد لأن نُطيح بصلاح جديد أما أمين الحافظ فيمكن تأجيله. لم يوافق على ذلك طبعا بالمحصّلة اعتبر نفسه معنيّا بأي محاولة انقلابية في سورية.
في يومها كان أمين الحافظ رئيساً للجمهورية وماهي المهمة التي كان يتولاّها صلاح جديد لإعطاء معلومة للقارىء؟
يا سيدي صلاح جديد كان أهم عنصر نصيري في السلطة منذ 8 آذار وكان فطيناً وكان هادئاً وكان رزيناً والتنظيم العسكري الطائفي الذي كان موجوداً في الجيش دون علمنا كان بالحقيقة بقيادة صلاح جديد فأمين الحافظ كان رئيساً لسورية ولكن لم يكن بالمستوى الذي يُمكِّنه من أن يلمّ بكثير من الأشياء حتى الشؤون العسكرية رغم أنه وصل إلى رتبة فريق.
وحافظ الأسد كان وزيراً للدفاع؟
وحافظ أسد، كان قائد سلاح الطيران لويس دكر وكان نائبه حافظ أسد لكن بالفعل حافظ أسد كان هو الآمر الناهي لأن لويس دكر لم يكن حزبياً وهنا بين قوسين أقول: كان هناك ضابط اسمه شريف بدوي حزبي ورتبته أعلى من رتبة حافظ أسد ولأنه لم يكن نصيرياً علويّاً لم يستلم منصب حافظ الأسد وإنما حافظ الأسد كان بالفعل قائدا لسلاح الطيران لأنك كما تعلم أنَّ سلاح الطيران تعرف يعني أداة فاعلة في حسم كثير من الصراعات إذا اقتضى الأمر.
كيف كان ينظر الرئيس الراحل عبد الناصر إلى الأسد هل كان يعتبره بالفعل مناضلاً أو يؤتمن إليه؟
يا سيدي عبد الناصر ومع الأسف الشديد وصل إلى مرحلة قبل أن يتوفّى وصل إلى مرحلة أصبح فيها حريصاً على أن لا تتوسّع إسرائيل أكثر مما توسّعت فكان يعني يرغب فعلاً في دعم النظام في سورية وفي تقديري أن عبد الناصر لم يكن عارفاً بأن هذه الطائفة لا يمكن أن يُعوَّل عليها وأريد أن أقول الآن في هذه المناسبة أنه قبل حرب حزيران حزب البعث في سورية ونحن في السجن في القابون أنزلوا فيها نشرة سرية جاء فيها بأنهم يعرفون معرفة تامة بأن عبد الناصر سيتعرض إلى عدوان إسرائيلي وإنهم ليسوا ضد ذلك وإنهم لم يتدخلوا بالأمر وهذه وصلت إلينا ونحن كنا في سجن القابون أي أنهم وَرّطوا عبد الناصر في حرب ال67.
النظام على حساب سورية وكان يعتقد عبد الناصر أنه في مقدوره فعلاً أن يحمي سورية من تنفيذ المؤامرة إلا أنه تبين كما تعرف بأن حرب حزيران كانت طامة على مصر وسورية في آن واحد. أما السوريون كما أعرف أنا جيداً بأنهم لم يتدخلوا بالمعركة إلا بعض ظهر يوم 5 حزيران وللعلم أقول لك بأن حافظ الأسد كوزير للدفاع لم يكن يعرف أين توجد غرفة العمليات التي يجب أن تُقاد المعركة منها وقد رأيته بأمِّ عينيّ وأنا في سجن القابون مع رتل أتوا إلى القابون ظناً منهم بأن غرفة العمليات موجودة في القابون وهي لم تكن موجودة في القابون موجودة في مكان آخر.
ذكرت أن أيام نظام الأسد يعني صدر بيان بأيدوا فيه صار في تدخل ضد عبد الناصر ما يتدخلوا ضد اليهود أنا فهمت غلط أو مزبوط هيك؟
طالعوا الجماعة الحاكمين في سورية قبيل حرب حزيران 1967 نزّلوا بياناً سرّياً يُوزع على الأعضاء العاملين في الحزب فقط وقد هُرِّب إلينا هذا البيان عن طريق الشرطة العسكرية لأن نسبة منهم كانت معنا ونحن في السجن تتعاطف معنا كان البيان يتضمن أنهم يرغبون في توريط عبد الناصر ولن يتدخلوا في الحرب إذا قامت الحرب بين عبد الناصر وإسرائيل ولكن عبد الناصر بحكم حرصه على أن لا تتعرض سورية إلى عدوان مدمِّر أو احتلال أعلن أنه مستعد لأن يدافع عن سورية وبالفعل بحرب حزيران كان عبد الناصر على علاقة وطيدة ظاهرياً بالنظام في سورية ولكن تبين بعد فترة أن الجماعة في سورية لم يتدخلوا بالمعركة إلا بعد أن حُسمت، حُسمت وضُرب الطيران المصري وانتهت المعركة بالنسبة لمصر تدخلوا لذّر الرماد في العيون لا أكثر ولا أقل.
علمت بأنك رفضت وبشدة أن تتقاضى آلاف الدولارات من فضائية الجزيرة مقابل ظهورك في سلسلة حلقات برنامج شاهد على العصر كيف تفسر ذلك؟
لم أفهم السؤال جيدا عفوا
علمت بأنك رفضت وبشدة أن تتقاضى آلاف الدولارات من فضائية الجزيرة مقابل ظهورك في سلسلة حلقات برنامج شاهد على العصر كيف تفسر ذلك؟
هذا بالنسبة إلي أمر طبيعي وليس للتفاخر. أحمد منصور الرجل بعد أن انتهينا من تسجيل عشر حلقات دعاني الرجل إلى مطعم خارج الفندق الذي كنا نقطن فيه في لندن وخلال تعاطينا العشاء قال لي أستاذ أحمد نحن كالعادة نعرض هدية مالية لأمثالك الذين يشاركون في هذا البرنامج وهدية مجزية يمكن أن تُفيد وكان لطيفا وتحدث بلباقة. وقلت له: ياصاحبي أنا على استعداد لأن أدفع لو كان في مقدوري أن أدفع لدفعت في سبيل إيصال الحقيقة لمن لم يعرف الحقيقة وأرجو أن يُمنح المبلغ الذي ترغبون في دفعه إلي لأطفال الحجارة في فلسطين.
طيب عمو أبو طموح في شي ما ذكرناه نسيناه أوبدك تضيفه
أن يتنبهوا لما يُحاك لهذه الأمة من مؤامرات أصبحت المؤامرات مكشوفة لدرجة يعني لا تنطلي حتى على الأطفال والمؤامرة لم تعد كما كان قبل 10 أو 20 سنة تستهدف يعني مثلاً الأمة العربية في الوقوف ضد وحدتها. الآن ليس ضد الوحدة وإنما ضد التاريخ وضد الوجود وضد الدين. هناك مؤامرة لتشويه الدين وتشويه القِيم وتمزيق الوطن العربي أكثر مماهو ممزّق والدول أو الدويلات العربية دويلات إقليمية تهتم بشؤونها الإقليمية دون الاهتمام ولو كحد أدنى بالقضايا القومية ولكن أعتقد جازماً بأن هذا لن يدوم لأن الأمة العربية أمة ولود ويكفي أن يكون جزء من تاريخنا صحيحاً لكي نسترد اعتبارنا ونقف على أرجلنا ونقاوم هذه الهجمة التي تستهدف ليس ماضينا وإنما ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ايضا.
نسيت أن أطرح عليك سؤالاً أعتبره أيضا مهماً حقيقة ما يقال أو يدعى بأن عبد الناصر كان عنده نية في عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل كما تروج بعض وسائل الاعلام.
أعتقد أنه لا يوجد عربي الآن أو قبل 20 سنة أو 30 سنة وخاصة من العاملين في السياسة لا يرغب في أن يحل المشكلة الفلسطينية حلا عادلا ولكن دون طبعا مغالاة ودون مبالغة لأن اليهود وأقول اليهود موجودون في فلسطين أما الطارئون من اليهود الذين أتوا من مختلف أصقاع العالم فهم بالفعل طارئون.
فعبد الناصر عندما كان يفكر بحل لهذه المشكلة لم يكن طبعا طوباوي لدرجة أنه يرغب في إلقاء اليهود في الحرب وإنما قطعا لا وكما أعتقد وكما أيضا أنا صرحت في الدنمارك على صفحات الجرائد بأننا نحن على استعداد بأن نتعايش مع اليهود لهم مالنا وعليهم ماعلينا وفي دولة واحدة أما أن تقوم إسرائيل كجدار يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ويسعى لتحقيق الإرادة الاستعمارية بشكل يعني ليس له نظير في الماضي فهذا أمر مرفوض ولا أعتقد أن أحدا يقبله.
فعبد الناصر كان إلى حد ما واقعياً ويعرف ما هو مُتاح في ذلك الحين، ولو كان في مقدوره أن يحرّر فلسطين لحرّرها ولكن كحقيقة في مقدروره لأنه في مؤتمر القمة الأول عندما بدأ السوريّون الذين شاركوا في المؤتمر بالمزاودة على عبد الناصر وأمين الحافظ طرح موضوع التحرير وإلى آخره عبد الناصر عاد إلى محاضر جلسات وزراء الخارجية والرؤساء الأركان ووزراء الدفاع إلى محاضر الجلسات التي تقول بأنه ليس في مقدور الجيوش العربية مجتمعة لو أخلصت النيّة وقررت أن تحرر فلسطين لكان ذلك ليس في مقدورها وبالدليل عدد الدبّابات والطائرات ووو الخ تَبين أن ليس بمقدور العرب في ذلك الحين أن يُقدموا على تحرير فلسطين كما كنا نظن نحن في سورية أو نزعم على الأقل لذلك اتخذ قرار بأنه خلال عشر سنوات يجب أن نهيِّىء أنفسنا للتحرير وذلك بأن يقوم كل قطر عربي بما يترتّب عليه من أمور قُررت في هذا المؤتمر كي نؤمّن مبالغ ضخمة ونتسلح تسليحاً جيداً وعندها نُصبح مهيّئين لتحرير فلسطين، ولكن للأسف الشديد معظم الدول العربية ومنها سورية لم تدفع الإلتزامات التي وافقت عليها في مؤتمر القمة الأول الذي عُقد لهذا الموضوع.
في أي عام؟
ياصاحبي هذه في مطلع سنة 1964.
لكن عبد الناصر رفع شعار ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلاّ بالقوة؟
عبد الناصر كان يرغب فعلاً في أن يحرّر فلسطين ولكن يعني بالسياسة الدولية أيضا القوى الفاعلة في المجتمع الدولي والقدرات العربية المتوفرة كانت لا تسمح له بأن يقول يعني أن يحقّق تحرير فلسطين لا يمكن أن يقول ذلك علناً لأنه يعرف بأن ذلك غير متاح على ضوء ماهو قائم في الوطن العربي وعلى ما هو قائم في العالم أيضاً.
لكن عبد الناصر وأنا على يقين كان يرغب فعلاً في أن يحرّر فلسطين في أن يسترد فلسطين ولكن ليس كل ما يمكن أن يُقرر يمكن أن يُحقق في الواقع.
سؤال أخير عمي أبو طموح يقال وهذا شعور أيضا كان منتشر بين الشعب الفلسطيني إن القضية الفلسطينية كانت الهمّ الوحيد لعبد الناصر؟
يا سيدي أنا بتقديري بحكم معرفتي بعبد الناصر أعرف جيداً أنه يدرك خطورة وجود إسرائيل في المنطقة أكثر من أي جهة أخرى أكثر منّي ومن أمثالي كثيرين هو يدرك هذه الحقيقة لأنه مسؤول وموجود بالقمة ويعني الإتصالات الدولية تتمّ معه والعلاقات الدولية تتم بمعرفته وكل التقارير السياسية السرية تمر عليه كافة فكان هو أدرى من جميع الناس فعلاً بما يُحاك أو يُدبر أو يُقرر لذلك أستطيع أن أقول بأن ما كان يعني يفكر به عبد الناصر وما يعمل على تحقيقه عبد الناصر في حدود ما هو متاح ما هو ممكن وليس بطريقة المزاودة مثلا أمين الحافظ كان يقول (إنو أنا ب24 ساعة بحرر فلسطين بفصل الشمال عن الجنوب لأنو بين فلسطين القائمة وإسرائيل والبحر في 14 15 كم أنا بخترقه يعني بقسم الشمال يعني كان يزاود مزاودة ولا أريد أن أقول إنه سيء النية ولكن لم يكن يعني ما بقول واقعيا وإنما موضوعيا بشكل إنو يقول كلام ممكن التحقيق).
فعبد الناصر في كثير من الحالات كان يُظهر خلاف ما يُبطن لأنه أدرك الصراعات السياسية القائمة بالعالم وأدرك ما يمكن أن يُقال ويُفعل وما لا يمكن أن يُقال ولا يُفعل لذلك عبد الناصر وأنا كما ذكرت في بداية حديثي بأنني ظلمت في أيامه ولكن لو عاش عبد الناصر أكثر مما عاش بعشر سنوات لَتغيّر وضع هذه الأمة إلى الأحسن بما لا يقال.
طيب عمي أبو طموح لو تحكينا شو كان مهامك أيام عبد الناصر بعض مهامك أيام الوحدة وأيام الحكم في سورية مشان أكتبها مقدمة.
في زمن عبد الناصر كنت شاباً في حدود ال 30 من العمر رشّحت نفسي في حلب نجحت رشحت نفسي لرئاسة الإتحاد القومي أيضاً نجحت وكنت عضواً في المكتب السياسي للإتحاد القومي في سورية أنا وعبد الحميد السراّج وأكرم ديري ستة أشخاص كنا مكتب اللجنة التنفيذية للإتحاد القومي في سورية وطبعا كنت عضواً في مجلس الأمة في القاهرة وكنت عضواً في اللجنة التنفيذية للإتحاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة وطبعاً بعد سقوط الوحدة اعتُقلت كذا مرة وقُدت مظاهرات وشاركت بفعّاليات كثيرة ضد حكم الإنفصال وطبعاً بعد سقوط الإنفصال شاركتُ في عدة وزارات وكنت في مجلس قيادة الثورة وطبعاً في قيادة حزب البعث العربي الإشتراكي وأظنّ أن بإمكاني أن أقول بأنني شاركت في كثير من الأحداث التي أثّرت في صنع التاريخ إلى حدٍ ما.
طيب عمو أبو طموح تحدثنا بإسهاب إلى حد ما لأن الحديث عن عبد الناصر يطول ويطول لكن لمحة عامة ومقتضبة عن هالمناسبة اللي هي عزيزة وطبعا حزينة على كل مواطن عربي مخلص إن شاء الله.
مقابلة عبر جريدة الاتحاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ